شواهد

محمود الخولي يكتب: عن نقد "الموسيقار" !!

محمود الخولي
محمود الخولي

 

 

لم ينكر محمد عبد الوهاب أبدا، في احاديثه الصحفية او الإذاعية انه يقتبس من كبار الموسيقيين العالميين، وكان أول من تبنى قضية الاقتباس والدعوة إليها، بل  كانت له فلسفة صاغها في مقولته "التأثير والتأثر"، اخذها عليه البعض، بدعوي انها تدعو للاقتباس، عيني عينك، فيما يري البعض الآخر انها تفتح ابواب التحريض علي لطش ألحان من موسيقيين وملحنين، كاملة كانت، أو مجزأة يتم تركيبها علي اخري مثلها، المهم أنها دعوة غير مأمونة العواقب.

 

ويبدو ان اتهام عبد الوهاب بالاقتباس من ألحان آخرين، افزعه بدرجة كبيرة، علي الرغم من انه مؤسس فلسفتها، فنجد انه عندما ناوشه بيرم التونسي شاعر العامية العظيم، بابيات من الشعر، في اغنية للملحن الراحل محمود الشريف تلمح بذلك، انهمر وابل من الغضب، علي رأس الشريف ولحنه، ذلك الذي كان قد اعده.

 

الحكاية انه كان قد طلب من الشريف الاشتراك في حفل نادي ضباط القوات المسلحة ابتهاجا بأعياد الجلاء.، فأعد "استعراضا" ضخما من اشعار بيرم، لكن الرياح أتت بما لايشتهي الشريف، إذ حارب عبد الوهاب الاستعراض، الذي كان يمثل طبقات الشعب المختلفة، عبر لحن تقول كلماته:

 

 اهل الفن الصح اهو احنا كلمة يامستمعين..بكرة تشوفو الفن المصري بإيد المصريين..فن جميل مصري اصيل محناش مقتبسين.

ياخبر ابيض!! محناش مقتبسين؟!

 

لفت دماغ عبد الوهاب حين علم بهذه القفلة، ظنا يقينيا- اذا جاز التعبير- بأن بيرم والشريف يواجهانه بالدعوة  التي يصفها الاخير بـ الكاذبة، ألا وهي الاقتباس.

 

المهم والكلام لـ"الشريف" وفقا لمذكرات رءوف ذهني التي ضمنها كتاب" سرقني عبد الوهاب" لكاتب السطور، يقول: فوجئت بالإذاعة المصرية تنقل الحفل للمستمعين، لكن بصورة مشوهة، محذوفا  منه تابلوه "اهل الفن" الذي يحتوي علي عبارة محناش مقتبسين!!ا

 

سهام نقد كثيرة وجهت لـ "الرمز"الموسيقي محمد عبد الوهاب، في حياته وبعد مماته، تتهمه بالاقتباس المفضوح تارة، وبالسطو اخري، من موسيقي عالمية ومؤلفات زملائه الموسيقيين بكل أسف.

نهايته..الذين يروا في توجيه النقد للرموز الفنية المصرية- ام كلثوم اوعبد الوهاب وغيرهما-  نوعا من الحقد،سعيا للشهرة، فيرمون من يتعرض لسيرتهم الفنية باتهامات غادرة أدناها هدم الرمز،لا ينظرون جميعا بموضوعية الي حقيقة الأشياء، فـ"القمم" كما وأنهم ليسوا مضغة في افواه الأقزام، كذلك فهم ليسوا فوق النقد أو المساءلة الأدبية، ما امتد بهم العمر،وطالت اعناقهم عنان المجد، أو قصر، ووارت أجسادهم التراب!!

ترشيحاتنا